المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٨

5

حينَ تمرينَ في مخيلتي تنحني لأجلكِ كل الزهور، وتصلي نحوكِ كل الورود، ويتسابقُ العبقُ نحو صدرك، ليغادرَ منهُ ذائع الرائحة أكثر، وتذهبُ اليماماتُ نحو رأسكِ كي لا يظل في شعرك أي متسع للغرباء، فقط بعضاً من بساتين الياسمين، والكثير من حدائق السوسن! والشوق إليكِ هو ذلكَ الزائر الذي لا يستأذن في أي لحظةٍ يود الدخول فيها إلى قلبي، مثلكِ في أول صدفةٍ تلاقينا فيها، هجمتِ على قلبي مثل رائحة عطر، ولم يكُ هنالكَ ما يستطيع منعك، ولم أكن أهلاً لمقاومة فتنتكِ بالدرجة الأولى، فصارَ أن صرتِ في  قلبي، وصارَ أن الشوقَ أمسى زائرٌ دائم بي، وصار أنني لا أعلمُ ماهوَ الشيءُ الجميلُ الذي قامَ بهِ سكان هذه البلدة حتى يحظون بفاتنة تزين أيامهم مثلك! وهل أستطيعُ أمساك يدك؟ وهذه المرة الأولى التي أكونُ فيها صريحاً بتلكَ الدرجة من المبالغة، هذا ولا أعلمُ حقاً ماذا ستقولين، خاصةً ولا شعوراً غريباً يطرأ عليَّ مثل شعورِ التحدثِ معك، ولا رجفةً في القلبِ تصيبني مثل رجفةِ تأثيرِ أن نكونَ سوياً ولو في خيالي! ولأن لا شيء يشبهكِ حقاً، سأحاولُ التوقف عن الكتابةِ الآن، فمن أنا كي أكتبَ عنْ مثلكِ؟ ومن هم الشعراء كي يقول

4

ضحكتكِ بالقربِ مني، التي يسمعها العالم وأنا لا أشاهدُ سوى عينيكِ أمامي، جعلتني أولدُ من جديد نجماً مُتفجراً بالحياة، ويمكنُ للموتِ أن يأخذني حين نفترقُ بعد اللقاء، وتؤلمني خطواتي المبتعدة، إلا أنني أحيا حين نلتقي مجدداً، فأنتِ إمرأةٌ مفعمةٌ بالحبِ كأوردةِ الأمهات، وجميلةٌ كتفتحِ السماء بأضواء الصباح، ونقيةٌ كالندى الطاهرِ الذي تهزهُ نسمةٌ مُحلقة، أو عبيرٌ، يستيقظُ فجراً وتثاؤبه العطر، وتلكَ الرائحة اللطيفة، التي لا تتواجدُ إلا في أنفاس الورد، يخلقها أولاً صدركِ الذي أحبْ، حين تضحكي، على هيئةِ عبقٍ مُقدس!

3

صورة
صوتكِ صوتكِ صوتكِ يؤكلُ بلا بسملة، ويُشربُ بلا كأس، بل من جدولٍ سماوي اللونِ يمكنُ الوصولُ إليهِ عبر الإنحناء، وكذلكَ لإظهارِ الإحترام، الذي قد يُعبرُ عن حالة القلبِ لدى سماعه، وحالةِ الروح، وحالة العقل الذي بمجردِ قولكِ كلمة واحدة، يتوه، يضيع، يتفتت، ويطيرُ في سماءٍ غير معلومة، ولا يعودُ إلا عبرَ طريقٍ تخلقها البحَّة الفريدة في صوتك! وفي نهاية محادثاتنا التي أستمعُ فيها إلى صوتك، الذي تُشكلهُ كمُناجاةٍ إلهيةٍ حبالكِ الصوتية، تأكدي من عدِّها حينَ تصمتي، ففراقكِ قد يجعلني يائساً لدرجةِ أنني قد أستخدمُ حبلاً، من صوتكِ، لشنقِ نفسي!

2

صورة
يمكنني إلتقاط صورةٍ لكِ، لكنني لا أملكُ آلة تصوير، ولا استديو، ولا غرفةً مُظلمةً تقفينَ في منتصفها كعمود إنارة، قوامكِ عالٍ على جميع المقاييس ووجهكِ مضيءٌ ولا يحتاجُ لأي أنوارٍ إضافية، فيرمشُ جفنكِ بسرعة، وأحاولُ الإمساكَ بتلكَ اللحظة الفاتنة، لكنني لا أستطيع، ولن يستطيع كذلكَ جفنُ عدسة التصوير! لكنني أتذكرُ وجهكِ الأبيض كورقةٍ غير مكتوبٍ عليها أي حرف، ويدعوني للكتابةِ فيه، بتأملاتي وقبلاتي، وأنا  أحاول أن لا أفسد الترتيب الإلهي في أن يكونَ وجهكِ جذابٌ هكذا، ومغرٍ، كصوتِ ناي تعزفهُ طفلة جميلة بالقرب من بحيرة، بالقربِ من الكوخ الخشبي الذي تعيشُ فيهِ مع أختها الكبرى، التي هي أنتِ ورسائل الناي، اللذيذة، يشعرُ بها قلبي مُرسلةً منكِ، عبرَ أختكِ نحوي، وعائدةً إليكِ، كلماتٍ تحاولُ وصف شعور لا يهدأ إرتجافه! وهذا الأزيزُ في مفاصلِ حروفي، والإرتباك غير المُعلنِ كما آمل، في وجهي ويديَّ حينَ أتلمسُ وجهكِ وأحاول تحويل بصماتِ أصابعي إلى ذاكرةٍ تحفظُ تفاصيله، لا يعني ركاكة قدرتي على تخليد ملامحكِ في خيالي، أو على ورقةٍ أكتبُ فيها ما أحاول جاهداً جعلهُ "تحميض الصورة"، لأعودَ إليها كل ليلة

1

صورة
على ذكرِ هذا الليل، القارس، والذي يحولُ حرارة الإشتياقِ بداخلي، إليكِ، إلى أقصى درجاتِ الصقيع، أيمكنُ لعينيكِ الساحرتينِ أن تحولاني إلى أي شيءٍ يكونُ في محيطكِ الآن، كوسادةٍ مثلاً، كلما وضعتِ رأسكِ عليها للنوم، أستيقظُ كأنَّ الشمس أشرقت في حياتي مبكراً! أو هل يمكنكِ الوشوشةُ في أذني بصوتكِ القادرِ على تصييري كيف يريد، من أولِ نفسٍ يذيبُ تماسكي، الزائف أمامكِ، لأتحولَ إلى لحافٍ ناعمٍ، تحتكِ، وملون،   لأحاول فقط إحتوائكِ بلا أن تفسدَ منامكِ مشاعري، التي ستغلي كبركانٍ هائج، وأنتِ تتقلبينَ فوقي مثل فصول السنة! أو ربما قلبكِ، الذي نبضهُ لا يخطئُ عزف موسيقاي المفضلة، هل يمكنكِ تمني أمنية فيهِ بأن أختفي، كمحبكِ الطائشِ والذي لا يشبع منكِ، وأعود على هيئةِ بطانية، تتناسبُ وإحتياجكِ من الدفء، وتتناسبُ وإحتياجي من التشبثِ بكاملِ جسدك! وأرجوكِ، أرجوكِ حوليني إلى بطانية، إنها أكثر الأشياء التي أحسدها حينَ تنامينَ وتقومينَ بمعانقتها، وهي تُعانقك، وتأخذينَ منها السترَ والدفء، وتأخذُ منكِ، هيَ، عبقكِ الأشهى من أولِ نبيذٍ صُنِعَ في الدنيا، وتفاصيل جسمكِ، الأجمل من أقصى تخيلاتي عن الجمال! أو فلتحولن