5
حينَ تمرينَ في مخيلتي تنحني لأجلكِ كل الزهور، وتصلي نحوكِ كل الورود، ويتسابقُ العبقُ نحو صدرك، ليغادرَ منهُ ذائع الرائحة أكثر، وتذهبُ اليماماتُ نحو رأسكِ كي لا يظل في شعرك أي متسع للغرباء، فقط بعضاً من بساتين الياسمين، والكثير من حدائق السوسن! والشوق إليكِ هو ذلكَ الزائر الذي لا يستأذن في أي لحظةٍ يود الدخول فيها إلى قلبي، مثلكِ في أول صدفةٍ تلاقينا فيها، هجمتِ على قلبي مثل رائحة عطر، ولم يكُ هنالكَ ما يستطيع منعك، ولم أكن أهلاً لمقاومة فتنتكِ بالدرجة الأولى، فصارَ أن صرتِ في قلبي، وصارَ أن الشوقَ أمسى زائرٌ دائم بي، وصار أنني لا أعلمُ ماهوَ الشيءُ الجميلُ الذي قامَ بهِ سكان هذه البلدة حتى يحظون بفاتنة تزين أيامهم مثلك! وهل أستطيعُ أمساك يدك؟ وهذه المرة الأولى التي أكونُ فيها صريحاً بتلكَ الدرجة من المبالغة، هذا ولا أعلمُ حقاً ماذا ستقولين، خاصةً ولا شعوراً غريباً يطرأ عليَّ مثل شعورِ التحدثِ معك، ولا رجفةً في القلبِ تصيبني مثل رجفةِ تأثيرِ أن نكونَ سوياً ولو في خيالي! ولأن لا شيء يشبهكِ حقاً، سأحاولُ التوقف عن الكتابةِ الآن، فمن أنا كي أكتبَ عنْ مثلكِ؟ ومن هم الشعراء كي يقول