المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٩

15

إخترتكِ لي في المرة الأولى ودوناً عن باقي مخلوقات الله الجميلة بلا تفكير، وبعد أن فكرت، إخترتكِ أنتِ، ولو أعاد الله حياتي مجدداً، آلاف المرات، لإخترتكِ المرأة التي لا يمكن إلا أن تكون لي، وأنا غارقٌ في السعادة والرضا أو في التعاسة وعدم الرضا، فأنتِ الوحيدة التي أمكن لقلبي أن يتوقف عن التفكير بأي إمرأةٍ أخرى غيرها، حتى لو جاءت داخل صحنٍ من ذهب!

14

لقاءً أخير، وفرصةً أخرى لإخباركِ الحقيقة، حيال قلبي المفطور برحيلك، وحيال مشاعري غير المتوقفةِ على الإطلاق في حبك، وحيال حياتي، التي ساءتْ أكثر وصار العناء في كل تفاصيل يومي، أكثر من اللحظات السعيدة، تلك التي كنتِ تقومينَ بإعدادها لي في كل تعاملٍ قد يحصلُ فيما بيننا طوال اليوم، والأيامُ التي كنا فيها سويةً نتدارسُ أحلامنا المُشتركة، كانت أفضل الأيام التي عشتها، أما لاحقاً، وقد صارَ من غير السهلِ الوصولُ إليكِ لإخباركِ على وجهِ الإشتياق الغزيرِ أنني أفتقدك، فهذهِ أسوأُ الأيام، ليسَ لأنكِ غيرَ متواجدة فقط، وإنما، لأنني بدونكِ، لا أشعرُ أنني أساوي شيئاً، حتى المرآة، التي تعكسُ لي وجهي الذي أجعلهُ قوياً أمام كل المرايا والوجوه، لم يعد قوياً، ولا محبوباً لدي، وبسؤالهِ ببساطة عن الذي تغير وهل فقدتَ جرأتكَ في هذهِ الحياة يا وجهي، أجابني: كلا أيها البائس.. أنتَ فقط الذي فقدتَ محبوبتك وأصدقَ مراياك!

13

كانَ يجبُ أن تعرفيني ثائرٌ في إنتفاضة الشعب الأخيرة، كان يجبُ أن تري عرقي يتصببُ وصوتي يتغيرُ في المسيرات، كنتُ أصرخُ يا حبيبتي بكل ما أستطيع، من عمق صدري، وكانَ لصراخي صدى، الآن لا يوجد صدى لصراخي الداخلي، وكنتُ أحشدُ الناس للثورة، مؤمنٌ بقضيةٍ حقيقية، أعرفها، وقامت بمناداتي، يا حبيبتي، كان يجبُ أن تعرفيني وأنا أبكي الشهداء، وأرثي أحزاني بتجمعاتنا الليلية نتحادث عن الذين فقدناهم في حرب النظام علينا، كنتِ ستحبين ذلك الشخص الذي كنتُه، عارفٌ مالذي أفعلهُ ومالذي سأدفعهُ كثمنٍ محتمل، فقد كانت روحي يا حبيبتي، قبل أن تُمسي بينَ يديكِ، كانت بينَ يديَّ أقدمها كل صباحٍ للثورة، أثناء النشيد الوطني، كان يجبُ أن تنظري وأنا أستمعُ إلى كلماتنا المقدسة، لم أكُ لأراكِ أصلاً، وكنتِ ربما، ستعرفينَ من أنا أكثرَ من كل محاولاتي الكتابية لإخباركِ أنني إذا إعتنقتُ فكرةً لا أتخلى عنها، والثورةُ فكرة، وأنتِ ثورة الأفكار!

12

من أخبركِ أن الحياةَ يمكنها التوقفُ إذا ما جئتِ لمحادثتي، فاتحةً هذا الليل الكئيب بعبارةٍ واحدة، أو حتى سلاماً عابراً، ثم حظراً قاتلاً، أو أي شيءٍ يمكنكِ قولهُ لتغيير نبضِ قلبي من هذهِ الرتابة التي ستقتلني بالفعلِ يوماً ما، إلى النبضات المُنتعشة التي أحتاجها للعيش بسعادة؟ أترين. هنالك بعد الفجرِ بقليلٍ رجلٌ يقفُ أمامَ أشعةِ الشمس، يؤمنُ بأنكِ مرسولةٌ من الله كل صباحٍ لتؤكدي إيمانهُ بالله، وبنفسه، وبالأشياء التي يجبُ أن يؤمنَ بها  ليحيا حياةً غير مزيفة، مثلَ الإيمانِ بكِ والإعتقادُ أنكِ أجملُ وأرقُ وأحلى إمرأةٍ في الكون! ثم أن ذلك الرجلُ الذي يُفتشُ عنكِ في صفاتِ الشروق، لا ينامُ الليل، بل يتصعدُ إلى أسطحِ البناياتِ ينتظرُ الشروق، كل يوم، لكي يبحثَ عنكِ مُجدداً في أروقةِ الضياء، علَّ الشمسَّ أخيراً، تحنُّ عليه، وترسلكِ وضَّاحةً مثلَ اليقين، أو مثلَ أحلامهِ الصادقة بأن يعيشَ معكِ حياةً أخرى، حياةً كاملة، بلا هذهِ النداءات غير المُجدية المليئة بالفقد، والتي تبحثُ في السماء، طوال الصباحاتِ والليالي، عن أدنى وجد!

11

جمالك لا يعني أنك بالضرورة مخلوقة من طين الجنة، أو من النور، أو من المواد التي خلق الله منها الملائكة والنجوم، بل يعني أن الله حين خلقك خلق لك جاذبية تفوق قدرتنا على مقاومة كل تلك التفاصيل الدقيقة، في وجهك وكفيك، وخصرك وعنقك وشعرك والنموش المنثورة كالنجوم المعكوس لونها ولكن في خديك، فتأملي نفسك في المرآة، هذه الليلة، وإنظريك بعيوني، كيف أراك ساحرة تستطيع إجباري على الإندهاش بلا أدنى رغبة في التوقف عن الإندهاش، والتمتع بلا أي قدرة على إيقاف هذا السيل الجارف من المتعة، الذي يغمرني، ويغرقني ، ويقتلني ويحييني ، كل  مرة أشاهد فيها وجهك عن قرب، أو في خيالي لآخر ذكرى لقاء فيما بيننا، شاهدتك فيها، وعرفت حينها أنني شاهدت إمرأة إستثنائية، إمرأة، مثل الوردة الناعمة ولكنها أكثر نعومة!