19

حتى غدوتِ بعيدةً ولا يمكنني سؤالكِ عن حالكِ لهذا المساءِ أو للصباحِ الفائت، أتشعرينَ براحةٍ وقد صرتِ هكذا، لا أعرفُ كيف أخبركِ عن شكوكي؟ وعن إحساسي المتزايدَ بإفتقادك، وشعوري بالحنينِ الدائمِ لك، والغضب؟ لقد هربتِ، في أول فرصةٍ إستطعتِ فيها التملص من حبي، ورحلتِ، إلى وراءَ الستائر البنفسجية والأسوار الموضوعِ عليها أسلاكٌ شائكة ثمينة، لا تُوخزُ إلا قلبي!
وحتى متى سيحميكِ إقفالُ النوافذِ أمام ورودي المرمية نحوَ سريرك؟ وأحجاري التي تحاولُ كسرَ زجاج النوافذ؟ وإلى متى، ستتمكنين من مراوغةِ عشقي، وإنكارِ هيامي، وطردِ كل تآنيب ضميركِ الذي يقولُ بأنكِ لم تعودي وفيةً لي، مثلما إعتبرتكِ يوماً ربةً للفتنةِ والوفاء؟
هأنذا حزينٌ بعدكِ، وتعلمينَ قوةَ الفراق، وما يفعلهُ بالروحِ الحزينةِ منذُ الأزل، وكيف ينزعُ عنها القدرة على الشعور، وكيف يحرمها لذة العيش، وحرية التخيل، فأفكاري المُغلفةُ بكِ طوالَ الساعات، باتَ يقتلها بطء مرورِ الثواني.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

15

14

9